sweet.directory
الحصبة الألمانية عبارة عن عدوى حادة سارية وفيروسية. ومع أنها عدوى معتدلة الأعراض عموما لدى الأطفال فإن عواقبها وخيمة عندما تصيب الحوامل لأنها تسبب قتل الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية، وتُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وينتقل فيروس الحصبة الألمانية بواسطة الرذاذ المحمول بالهواء عندما يعطس الإنسان أو يسعل، وهو المضيف الوحيد المعروف لهذا المرض. أعراض الإصابة عادة ما تكون أعراض إصابة الطفل بالمرض بسيطة وتشمل ظهور طفح جلدي وحمى باردة أقل من (39 درجة مئوية) وغثيان والتهاب بسيط في البلعوم. ويبدأ الطفح الجلدي الذي يحدث في ما تتراوح نسبته بين 50 و80% من الحالات بالظهور في العادة على وجه المريض وعنقه قبل أن يستشري في الجزء السفلي من جسمه ويستمر لمدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام. ومن أكثر الأعراض التي تميز هذا المرض من الناحية السريرية تورم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الرقبة. أما عدوى المرض لدى البالغين، وهي أكثر شيوعا بين النساء، فتؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل وآلام مبرحة فيها تدوم عادة لمدة تتراوح بين 3 و10 أيام. وبمجرد إصابة الفرد بالعدوى فإن فيروسها يستشري في أوصال جسمه كافة في مدة تتراوح بين 5 و7 أيام تقريبا.
عادةً ما يتمتع الرضع بالحماية ضد الحصبة الألمانية لمدة ستة إلى ثمانية أشهر بعد الولادة بسبب المناعة المنقولة لهم من أمهاتهم اللواتي تلقين اللقاح أو لديهن مناعة بالفعل. وإذا احتاج الطفل التطعيم للوقاية من الحصبة الألمانية قبل بلوغه 12 شهرًا، على سبيل المثال بسبب السفر إلى الخارج، فيمكن أن يُعطى اللقاح عند سن 6 أشهر. ولكن ما زال الأطفال الذين تم تطعيمهم في عمر مبكر بحاجة إلى التطعيم بعد ذلك عند بلوغ السن الموصى بها. قد أُثيرت مخاوف واسعة النطاق بشأن احتمالية وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) وبين الإصابة بالتوحد. ومع ذلك، خلُصت تقارير شاملة ومستفيضة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والأكاديمية الوطنية للطب ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى عدم وجود صلة مثبتة علميًا بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والإصابة بالتوحد. بالإضافة إلى ذلك، فلا توجد أي فائدة علمية لفصل اللقاحات. لاحظَت هذه المؤسسات أنه غالبًا ما يتم اكتشاف حالة التوحد في الأطفال حديثي المشي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 شهرًا، ويكاد يكون هذا هو الوقت الذي يتم فيه إعطاؤهم أول جرعة من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).