sweet.directory
كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ): غير ذي لبس. ونصب قوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) على الحال من قوله: هذا القرآن, لأن القرآن معرفة, وقوله ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) نكرة. وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يقول: جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا, ليفهموا ما فيه من المواعظ, حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته, فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له, ويتبرّءوا من الأنداد والآلهة.
كذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ؟ فأين هذا من هذا ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغير واحد: هذه الاية ضربت مثلاً للمشرك والمخلص, ولما كان هذا المثل ظاهراً بيناً جلياً قال: "الحمد لله" أي على إقامة الحجة عليهم "بل أكثرهم لا يعلمون" أي فلهذا يشركون بالله. وقوله تبارك وتعالى: "إنك ميت وإنهم ميتون" هذه الاية من الايات التي استشهد بها الصديق رضي الله عنه عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تحقق الناس موته مع قوله عز وجل: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين" ومعنى هذه الاية أنكم ستنقلون من هذه الدار لا محالة وستجتمعون عند الله تعالى في الدار الاخرة وتختصمون فيما أنتم فيه في الدنيا من التوحيد والشرك بين يدي الله عز وجل فيفصل بينكم ويفتح بالحق وهو الفتاح العليم, فينجي المؤمنين المخلصين الموحدين. ويعذب الكافرين الجاحدين المشركين المكذبين. ثم إن هذه الاية وإن كان سياقها في المؤمنين والكافرين وذكر الخصومة بينهم في الدار الاخرة فإنها شاملة لكل المتنازعين في الدنيا فإنه تعاد عليهم الخصومة في الدار الاخرة.
[الزمر: 28] قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ الجلالين الطبري ابن كثير القرطبي البيضاوي البغوي فتح القدير السيوطي En1 En2 28 - (قرآنا عربيا) حال مؤكدة (غير ذي عوج) لبس واختلاف (لعلهم يتقون) الكفر وقوله "قرآنا عربيا" يقول تعالى ذكره: لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل قراناً عربياً "غير ذي عوج" يعني: ذي لبس. كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد "قرآنا عربيا غير ذي عوج": غير ذي لبس. ونصب قوله "قرآنا عربيا" على الحال من قوله: هذا القرآن ، لأن القرآن معرفة، وقوله "قرآنا عربيا" نكرة. وقوله "لعلهم يتقون" يقول: جعلنا قرآناً عربياً إذ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته ، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له ، ويتبرءوا من الأنداد والآلهة. قوله تعالى: " قرآنا عربيا" نصب على الحال. قال الأخفش: لأن قوله جل وعز: ( في هذا القرآن) معرفة. وقال علي بن سليمان: ( عربيا) نصب على الحال ( وقرآناً) توطئة للحال كما تقول مرربت بزيد رجلاً صالحاً فقولك صالحاً هو المنصوب على الحال.
كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ): غير ذي لبس. ونصب قوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) على الحال من قوله: هذا القرآن, لأن القرآن معرفة, وقوله ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) نكرة. وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يقول: جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا, ليفهموا ما فيه من المواعظ, حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته, فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له, ويتبرّءوا من الأنداد والآلهة. ابن عاشور: قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) وانتصب { قُرْءَاناً} على الحال من اسم الإِشارة المبيَّن بالقرآن ، فالحال هنا موطئة لأنها توطئة للنعت في قوله تعالى: { قُرْءَاناً عَرَبِيَّاً} وإن كان بظاهر لفظ { قُرْءَاناً} حالاً مؤكدة ولكن العبرة بما بعده ، ولذلك قال الزجاج: إن { عَرَبِيَّاً} منصوب على الحال ، أي لأنه نعت للحال. والمقصود من هذه الحال التورك على المشركين حيث تلقوا القرآن تلقيَ من سمع كلاماً لم يفهمه كأنه بلغة غير لغته لا يُعيره بالاً كقوله تعالى: { فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون} [ الدخان: 58] ، مع التحدّي لهم بأنهم عجزوا عن معارضته وهو من لغتهم ، وهو أيضاً ثناء على القرآن من حيث إنه كلام باستقامة ألفاظه لأن اللغة العربية أفصح لغات البشر.
ونصب قوله: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) على الحال من قوله: هذا القرآن, لأن القرآن معرفة, وقوله ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا) نكرة. وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يقول: جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا, ليفهموا ما فيه من المواعظ, حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته, فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له, ويتبرّءوا من الأنداد والآلهة.
الثانية: المؤكدة نحو: (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته. الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو: (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وقولهم (خلق اللّه الزرافة يديها أطول من رجليها). 2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو: (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و(قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا). ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب. 3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى: (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)، ومقدرة كقوله تعالى: (فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ) أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو: جاء زيد أمس راكبا.
قال: «نعم». فقال: إن الأمر إذن لشديد. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: ما عشنا برهة من الدهر، وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين، قلنا: كيف نختصم، وديننا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت بأنها فينا نزلت. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي، صلى اللّه عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار». رواه مسلم. الجزء الرّابع والعشرون:. إعراب الآية رقم (32): {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32)}. الإعراب: الفاء استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره أظلم (ممّن) متعلّق بأظلم (على اللّه) متعلّق ب (كذب)، الواو عاطفة (بالصّدق) متعلّق ب (كذّب)، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (كذّب)، الهمزة للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع (للكافرين) متعلّق بمثوى.
وجملة: (لعلّهم يتذكّرون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-. وجملة: (يتذكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّهم. (28) (قرآنا) حال منصوبة موطّئة- أو مؤكّدة للفظ القرآن-، (غير) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب.. أو حال. وجملة: (لعلّهم يتّقون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لجعل القرآن عربيا. وجملة: (يتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ. البلاغة: 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (عِوَجٍ). لفظ العوج مختص بالمعاني، دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج: الشك واللبس. وأنشد: وقد أتاك يقين غير ذي عوج ** من الإله وقول غير مكذوب فالعوج: استعارة تصريحية. 2- التشبيه المقلوب: في قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ). وأصل الكلام: أنجعل المفسدين كالمصلحين والفجار كالمتقين، ولكنه عكس، مبالغة ومسايرة لظن الكافرين بأنهم أرفع مكانة من المؤمنين المتقين في الآخرة، كما أنهم كذلك في الدنيا، لأن الأصل أن يشبه الأدنى بالأعلى. الفوائد: - أقسام الحال: تنقسم باعتبارات: 1- الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين: منتقلة، وهو الغالب، وملازمة، وذلك واجب في ثلاث مسائل: إحداهما: الجامدة غير المؤولة بالمشتق، نحو: (هذا مالك ذهبا) (هذه جبّتك خزّا) بخلاف نحو: (بعته يدا بيد) بمعنى متقابضين، وهو وصف منتقل، وإنما لم يؤول في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي، بخلافها في الثاني، وكثير يتوهم أن الحال الجامدة لا تكون إلا المؤولة بالمشتق، وليس كذلك.