sweet.directory
بقلم | حسين | الاربعاء 08 يناير 2020 - 11:29 م "{لا تحزن إن الله معنا}.. كن مع الله يكن الله معك، من كان الله معه لم يصبه هم أو حزن.. ثق بالله ولا تخف" اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
تعجيل القيام بالطاعات والابتعاد عن الذنوب والمعاصي. المعيّة الخاصّة: تعني أن يخصّ الله -تعالى- أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين بنصرته، وتأييده، ومؤازرته لهم؛ لذا سُمّيَت معيّة خاصّة، ومن النصوص الشرعية الدالّة عليها قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، [١٧] ويترتب على الايمان بهذه المعية آثار عديدة، ومنها ما يأتي: سيطرة مشاعر الرضا والاطمئنان على قلب صاحب المعيّة، ويظهر ذلك جليّاً في موقف نبي الله موسى -عليه السلام- عندما حاصره فرعون وجنوده؛ قال -تعالى- على لسانه: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ). [١٨] سيطرة مشاعر الأنس بالله -تعالى-على قلب صاحب المعيّة وانتفاء الوحشة منه. شعور صاحب المعيّة بالقوّة وعدم الخوف من أيّ شيء؛ لاتّصاله بالقويّ الذي لا يغلبه ولا يقهره أحد. كن مع الله ولا تبالي اعتماد المسلم على الله -تعالى- وتفويض أمره إليه يجعله في معيّته، وهذا من شأنه أن يثبّت قلبه، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً ومن كل همّ فرجاً؛ فيُعينه في مواجهة أمور الحياة والثبات أمام تحدّياتها، [١٩] ويظهر هذا جليّاً فيمَن اختاره الله -تعالى- لابتلاءات عظيمة ومتتالية؛ إذ يهبه قوّة التحمّل والصبر والرضا، وهي نعمة منّ الله -تعالى- بها عليه؛ فلا يضرّه بعدها تخلّي الناس عن مواساته والوقوف بجانبه؛ لذا فكلام المبتلى الصابر يكون قليلاً عن مصابه، وصبره على ألمه عظيم، كما أنّه قد يسارع في نفع ودعم الغير ارضاءاً لله -تعالى- وحده، عسى أن يكون ذلك سبباً في كشف الضرّ عنه.
كن مع الله ولا تالي مهما كانت المشكلة أو الأزمة التي تتعرض لها فالله تعالى خالقك قادر وكفيل على حلها ولكن بشرط أن يكون الإنسان في معية الله اعتماده الكامل على الله عز وجل مع الأخذ بالأسباب وهذه الوصفة السحرية المجربة هي التي اتخذتها بطلة قصتنا حصة سبيلًا للخروج من ألمها ومعانتها، والتي معها يظل باب الدعوة لكل زوج وزوجة لتحقيق تقوى الله حتى تستقيم الحياة. فتاة مدللة في بيت أبيه: كانت حصة فتاة جميلة مهذبة ورقيقة تعيش مع عائلتها كما تميزت حصة بمحافظتها على الصلاة في وقتها مما جعلها فتاة متميزة في دراستها فهي تعلم قيمة الوقت وتقدره جيدًا ونتيجة لهذا التميز كَثُر خطابها ففي ليلة وضحاها جاءها ثلاثة خطاب أحدهم ابن عمها، كان الثلاثة خطاب يتنافسون على إرضاء والدها حتى يظفروا بهذه العروس، لكن في النهاية وقع اختيار الأب على ابن أخيه اتباعًا للأعراف والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا العربية، وبالطبع وافقت حصة على اختيار أبيها فهي لا تستطيع أن ترفض اختياره لأنها تقدره كأب. زفاف أسطوري: وفي يوم الزفاف كانت جميع البنات تحسد حصة على هذا الفرح الأسطوري الذي هيئه لها أبوها فهي ابنته الوحيدة والمدللة، بينما كان جميع الشباب يحسدون العريس لأنه استطاع ان يظفر بعروسه المتميزة وسط عائلتها وأقاربها، كانت حصة أيضًا مسرورة جدًا فقد تخيلت الحياة في بيت جديد تملؤه السعادة مع عريسها الذي عاهدت الله أن تتقيه فيه، وأن تراعي حقوقه التي طالما اطلعت عليها في الكتب ورأت من أمها معاملتها لأبيها.
فإذا كنت مع الله؛ فلا يضرك المكر والمكائد, ولا يضرك الأعداء, ولا يضرك البلاء؛ لأن ذلك كلَّه بيد الله تعالى يصرفه عمن يشاء, ويصيب به من يشاء.. ففي كل موقف كن مع الله.. يكن الله معك! وهذه أمُّ موسى عليه السلام تخافُ على طفلها الرضيع من فرعون وملائه أن يقتلوه؛ فقد وُلد موسى في السنة التي يَقتلُ فيها فرعون الذكور من بني اسرائيل, {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7].
نتذكر عند الخطوب والشدائد كل أحد, ونغفل عن الواحد الأحد! يخطر في بالنا كلُّ الخلق, ونسعى جاهدين في الوصول إليهم, ولا نسعى إلى الذي بيده ملكوتُ السموات والأرض.. ونحسنُ الظن في كل ذي جاه بأنه سيعيننا, ويسوءُ ظننا بربنا.. وأفضلُنا حالاً الذي يدعوه ويحسن الظن به, ولكنَّ الواسطةَ عنده أهم, والحرصَ عليها في نفسه أعظم, والبحثَ عن المعين من البشر هو المقدمُ لديه!! فكيف نريد أن يكون الله معنا وهو آخر من نلجأُ إليه؟! أيها المؤمنون: جاهدوا أنفسكم لتفوزوا بمعية الله. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].