sweet.directory
نوع الدراسة: Masters resume البلد: فلسطين الجامعة: جامعة الخليل الكلية: كلية الدراسات العليا التخصص: تفسير وعلوم قرآن المشرف: د.
وقد قيض الله لهذه الامة من يقوم بحفظ هذا الكتاب في الصدور وفي السطور، فلله الحمد أن بقي غضًا طريًا كيوم نزوله، ليس ليد بشر فيه عبث، ولا لأحد فيه لهو أو لعب. وهذا الكتاب أيضًا عرف بقراءاته المتعددة، وهي وجوه في قراءة القرآن الكريم، فهيأ الله تعالى من العلماء الحفاظ من قام بحفظها وإتقانها وبحسن أداءها حتى وصلت إلينا بحمد الله كما أرد منزل القرآن. وقد كان من دأب المفسرين أن يتناولوا القراءات القرآنية ضمن تفاسيرهم، موجهين ومعللين، وكانت هذه القراءات عونًا في توسيع دلالات الكلمات القرآنية، ومددًا وزادًا لأهل اللغة والبلاغة والنحو في تقرير قواعدهم. وقد ارتأت الباحثة أن تدرس القراءات القرآنية المتواترة في تفسير (البحر المحيط) لأبي حيان، من خلال سورتي الفاتحة والبقرة؛ حتى تتبين مدى اعتماده على القراءات في تفسيره، ومنهجه في توجيه القراءات، وفي استنباط الأحكام من خلالها. أولًا: مشكلة البحث. إن كثيرًا من أدعياء العلم لا يفهم خصيصة القراءات القرآنية، وأهميتها، وأسباب وجودها، فبعضهم ينكرها، وبعضهم يطعن في نبوتها، وبعضهم يزعم نسبتها للقراء، لذا كان البحث يجيب عن: أ- أسباب وجود القراءات ووجوهها، وإسهامها في فهم التفسير.
ويلاحظ من منهج أبي حيان في تفسيره أنه لا يحمل النص القرآني ما لا يحتمل، ولا يخرج به عن ظاهره إلا لدليل يقتضي هذا الخروج، لذلك لا يعرض في تفسيره لأقوال أهل الفلسفة، ولا يعرج لا من قريب ولا بعيد على أقوال الفرق الباطنية، التي تعتمد التأويل المرجوح لآيات القرآن الكريم، ويُلمس أن أبا حيان كان في منهجه بعيداً عن أقوال أهل الفلسفة، وبريئا من مذهب أهل الاعتزال، غير أنه في المقابل لم يلتزم مذهب أهل السنة والجماعة في مسائل الأسماء والصفات، وإن ظهرت عنده بعض اللمسات التي تدل على تمسكه بمنهج أهل السنة والجماعة في ذلك. [3] يقول أبو حيان الغرناطي في مقدمة كتابه: « إني أبتدئ أولاً بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من اللغة والأحكام النحوية لتلك الفظة، وإذا كان للكلمة معنيان أو معان ذكرت ذلك في أول موضع فيه تلك الكلمة، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فيحمل عليه، ثم أشرع في تفسير الآية ذاكرًا سبب نزولها وارتباطها بما قبلها حاشدًا فيها القراءات، ذاكرًا توجيه ذلك في علم العربية، بحيث إني لا أغادر منها كلمة وإن اشتهرت حتى أتكلم عليها مبديًا ما فيها من غوامض الإعراب ودقائق الآداب ».
فالجانب النحوي هو أبرز ما في هذا التفسير، إذ إن المؤلف قد أكثر من ذكر مسائل النحو، وتوسع فيها غاية التوسع، وذكر مسائل الخلاف فيها، حتى كاد الكتاب أقرب ما يكون كتاب نَحْوٍ منه كتاب تفسير!!