sweet.directory
ويقال: إن أدنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألف عام ، ويرى أقصاه كما يرى أدناه ، وقيل: لا زوال له ، وقيل: إذا أرادوا شيئا حصل ، ومنهم من حمله على التعظيم ، فقال الكلبي: هو أن يأتي الرسول من عند الله بكرامة من الكسوة والطعام والشراب والتحف إلى ولي الله وهو في منزله فيستأذن عليه ، ولا يدخل عليه رسول رب العزة من الملائكة المقربين المطهرين إلا بعد الاستئذان. المسألة الثالثة: قال بعضهم: قوله: ( وإذا رأيت) خطاب لمحمد خاصة ، والدليل عليه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن دخلت الجنة أترى عيناي ما ترى عيناك ؟ فقال: نعم. فبكى حتى مات ، وقال آخرون: بل هو خطاب لكل أحد.
اشتملت هذه السورة على جملة مما أعدّه الله لعباده الصالحين، وما سيلاقونه من نعيم في جنة عرضها السماوات والأرض، إذ فيها السرر ذات الحجال والهواء العليل، الذي لا تكدره برودة أو حرارة، والثمار القريبة التي ينالها القائم والقاعد والمضطجع، والآنية الذهبية والفضية، وغيرها مما خبأه الله لعباده المؤمنين.
تفسير قوله تعالى " ويطوف عليهم ولدان مخلدون" مع كتاب الله - YouTube
( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) واعلم أنه تعالى ذكر بعد ذلك من يكون خادما في تلك المجالس فقال: ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون) وقد تقدم تفسير هذين الوصفين في سورة الواقعة ، والأقرب أن المراد به دوام كونهم على تلك الصورة التي لا يراد في الخدم أبلغ منها ، وذلك يتضمن دوام حياتهم وحسنهم ومواظبتهم على الخدمة الحسنة الموافقة ، قال الفراء: يقال: مخلدون مسورون ، ويقال: مقرطون. وروى نفطويه عن ابن الأعرابي: مخلدون محلون. والصفة الثالثة: قوله تعالى: ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) وفي كيفية التشبيه وجوه: أحدها: شبهوا في حسنهم وصفاء ألوانهم وانتشارهم في مجالسهم ومنازلهم عند اشتغالهم بأنواع الخدمة باللؤلؤ المنثور ، ولو كان صفا لشبهوا باللؤلؤ المنظوم ، ألا ترى أنه تعالى قال: ( ويطوف عليهم) فإذا كانوا يطوفون كانوا متناثرين. وثانيها: أنهم شبهوا باللؤلؤ الرطب إذا انتثر من صدفه ؛ لأنه أحسن وأكثر ماء. وثالثها: قال القاضي: هذا من التشبيه العجيب ؛ لأن اللؤلؤ إذا كان متفرقا يكون أحسن في المنظر لوقوع شعاع بعضه على البعض ، فيكون مخالفا للمجتمع منه.
وقد روي أيضا أن العرض سبعة أذرع. انظر: مجموع الفتاوى: 4/312 واستظهر ابن القيم رحمه الله هذا القول أيضا. قال: والأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة ، كالحور العين ، خدما لهم وغلمانا... ، وهؤلاء غير أولادهم ؛ فإن من تمام كرامة الله تعالى لهم أن يجعل أولادهم مخدومين معهم ، ولا يجعلهم غلمانا لهم. راجع أيضا: السؤال رقم [ 6496]. والله أعلم.
* * * وقوله: ﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ يقول تعالى ذكره: إذا رأيت يا محمد هؤلاء الولدان مجتمعين أو مفترقين، تحسبهم في حُسنهم، ونقاء بياض وجوههم، وكثرتهم، لؤلؤًا مبدّدا، أو مجتَمِعا مصبوبا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ قال: من كثرتهم وحُسْنِهِم. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ﴾ من حسنهم وكثرتهم ﴿لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ وقال قتادة: عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، قال: ما من أهل الجنة من أحد إلا ويسعى عليه ألف غلام، كلّ غلام على عملٍ ما عليه صاحبه. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: ﴿حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ قال: في كثرة اللؤلؤ وبياض اللؤلؤ. وقوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا﴾ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: وإذا نظرت ببصرك يا محمد، ورميت بطرفك فيما أعطيتُ هؤلاء الأبرار في الجنة من الكرامة. وعُني بقوله: ﴿ثَمَّ﴾ الجنة ﴿رَأَيْتَ نَعِيمًا﴾ ، وذلك أن أدناهم منزلة من ينظر في مُلكه فيما قيل في مسيرة ألفي عام، يُرى أقصاه، كما يرى أدناه.
۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) قول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء الأبرار ولدان ، وهم الوصفاء ، مخلدون. اختلف أهل التأويل في معنى: ( مخلدون) فقال بعضهم: معنى ذلك: أنهم لا يموتون. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون) أي: لا يموتون. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله. وقال آخرون: عني بذلك ( ولدان مخلدون) مسورون. وقال آخرون: بل عني به أنهم مقرطون. وقيل: عني به أنهم دائم شبابهم ، لا يتغيرون عن تلك السن. وذكر عن العرب أنها تقول للرجل إذا كبر وثبت سواد شعره: إنه لمخلد; كذلك إذا كبر وثبت أضراسه وأسنانه قيل: إنه لمخلد ، يراد به أنه ثابت الحال ، وهذا تصحيح لما قال قتادة من أن معناه: لا يموتون ، لأنهم إذا ثبتوا على حال واحدة فلم يتغيروا بهرم ولا شيب ولا موت ، فهم مخلدون. وقيل: إن معنى قوله: ( مخلدون) مسورون بلغة حمير; وينشد لبعض شعرائهم: ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن أقاوز الكثبان [ ص: 111] وقوله: ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) يقول تعالى ذكره: إذا رأيت يا محمد هؤلاء الولدان مجتمعين أو مفترقين ، تحسبهم في حسنهم ، ونقاء بياض وجوههم ، وكثرتهم ، لؤلؤا مبددا ، أو مجتمعا مصبوبا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لؤلؤا منثورا) قال: من كثرتهم وحسنهم. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( إذا رأيتهم حسبتهم) من حسنهم وكثرتهم ( لؤلؤا منثورا) وقال قتادة: عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: ما من أهل الجنة من أحد إلا ويسعى عليه ألف غلام ، كل غلام على عمل ما عليه صاحبه. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، قال: ( حسبتهم لؤلؤا منثورا) قال: في كثرة اللؤلؤ وبياض اللؤلؤ.
الأقواس أمام كل اسم تحتوى على الأسماء أو الصفات الأخرى التي ذكرت في القرآن، أو العلاقة الشخصية. بوابة الإسلام بوابة القرآن بوابة اللغة العربية هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي بحاجة للتوسيع. فضلًا شارك في تحريرها. ع ن ت